أحبابي الكرام
ينبغي أن يكون الداعية جاداً في حياته
الجد الموافق للمنهج الشرعي الصحيح
الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
فيجعل همّه دينه
ونشر تعاليمه ....
ولا يجعل للغفلة ...من حياته نصيب
وهذا لايمنع من ترويح النفس أحياناً ...بما يوافق
وقد تسآل بعض الإخوة عن كيفية ترويح السلف الصالح عن أنفسهم
فأحببت أن أجمع هذه المواقف التي يتضح بها المراد
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا
فالمداعبة كما عرفها ابن حجر في الفتح (10/526 ) : هي الملاطفة في القول بالمزاح وغيره .يقول ابن حجر
في الفتح (10/527 ) : فإذا صادف مصلحة مثل تطييب نفس المخاطب ، ومؤانسته ، فهو مستحب .
وقد جاءت صور كثيرة تذكر أن النبي كان يمازح أصحابه ويمازحونه، كجزءً من تربيته لأصحابه
1-ان صهيب الرومي رضي الله عنه كثير المزاح ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاطفه ويدخل السرور على
نفسه ، وكان وقتها – أي صهيب - يأكل تمراً وبه رمد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتأكل التمر وبك رمد ؟! فقال
يا رسول الله : إنما أمضغ على الناحية الأخرى !! فتبسم رسول الله صلى الله عليه
2- عن أنس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله احملني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنا
حاملوك على ولد ناقة، قال: وما أصنع بولد الناقة، فقال صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق)
3- و في الشمائل:أن عجوزاً أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله : ادع الله أن يدخلني الجنة ، فقال:
يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز ، فولت تبكي ، فقال : أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول {
إنا أنشأناهن إن شاء فجعلناهن أبكارا عرباً أترابا}
والصحابة رضي الله عنهم كانوا أكثر الناس جداً وأقلهم غفلة، ومع ذلك كانوا يتمازحون.
-روى البخاري في الأدب المفرد "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ فإذا كانت الحقائق كانوا
هم الرجال" [الأدب المفرد 266 وهو صحيح].
-عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: "لم يكن أصحاب رسول الله منحرفين ولا متماوتين، وكانوا يتناشدون الأشعار في
مجالسهم ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء في دينه دارت معاليق عينيه" [رواه ابن أبي شيبة
وصححه الألباني].
-وهذا عبد الله بن عمر يمازح مولاة له فيقول لها: خلقتي خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام. فتغضب وتصيح وتبكي،
ويضحك عبد الله بن عمر.
-وممن عرف بالمزاح من الصحابة نعيمان بن عمرو، وكان لا يدخل المدينة طُرفة، أو فاكهة، إلا اشترى منها، وأكل
بعضها، وأهدى الباقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا جاء صاحبها يطلب ثمنها من نُعيمان أحضره إلى النبي
صلى الله عليه وسلم وقال: أعط هذا ثمن متاعه!! فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أولم تهده لي؟)) فيقول: نعم،
ولكن، والله ليس عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله. فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ويأمر لصاحبه بالثمن
التابعين قد اشتهر بعضهم بالمزاح على جلالة قدرهم ، وعلو منزلتهم
-وها هو سفيان الثوري رحمه الله كما ذكر ذلك الذهبي في السير ( 7 /275 ) عن قبيصة قال : كان سفيان مزاحاً ، كنت
أتأخر خلفه مخافة أن يحيرني بمزاحه .
-وروى الفسوي عن عيسى بن محمد : أن سفيان كان يضحك حتى يستلقي ويمد رجليه .
-وكان الإمام الصوري رحمه الله فيه حسن خلق ومزاح وضحك ، ولم يكن وراء ذلك إلا الخير فقرأ يوماً حزءاً على أبي
العباس الرازي وعنّ له – أي تذكر – أمراً ضحّكه ، وكان بالحضرة جماعة من أهل بلده ، فأنكروا عليه ، وقالوا : هذا لا
يصلح ولا يليق بعلمك وتقدمك أن تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنت تضحك . وكثّروا عليه ، وقالوا : شيوخ
بلدنا لا يرضون بهذا ، فقال : ما في بلدكم شيخ إلا يجب أن يقعد بين يدي ويقتدي بي
-ومزح الشعبي في بيته فقيل له : يا أبا عمرو ، وتمزح ؟ قال : قرّاء داخل وقرّاء خارج ، نموت من الغم
-قال أحد الصالحين عن محمد بن سيرين رحمه الله : كان يداعبنا ويضحك حتى يسيل لعابه ، فإذا أردته على شيء من
دينه كانت الثريا أقرب إليك من ذلك .
منقول