إخوانا الكرام :
و الله ما ذكرت هذه القصة إلا لأن كل واحد منا معرض لمعالجة تأديبية من الله لو نقض عهده مع الله ، طبعاً :
((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ))[ سورة الأنعام : الآية 44]
الشارد عن الله له حساب خاص ، حسابه يوم القيامة ، أما الذي في قلبه إيمان و يقصر وينقض عهده مع الله لابد من تأديب لأن الله رحيم:
((فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ))[ سورة الأنعام : الآية 147]
أعرف فتاة يوجد قرابة بعيدة غير ملتزمة و غير منضبطة ، أرادت أن تتوظف في سلك التعليم طلب منها شهادة صحية ، ذهبت إلى مستشفى عام لتصوير صدرها بعد أيام جاءت النتيجة أنها مصابة بالسل ، و أحياناً لإحكام العلاج يلهم الله من حولها أن ينفروا منها ، فأخواتها في البيت و إخوتها خافوا على أنفسهم فابتعدوا عنها ، أعطوها أدوات خاصة ومناشف خاصة و صحون خاصة ، هذا زاد من ألمها و لم تجد بداً من التوبة إلى الله عز وجل فتابت و صلت و قرأت القرآن و تحجبت و اصطلحت مع ربها ، بعد حين ذهب أخوها ليأتي بالنتيجة الدقيقة فإذا النتيجة قد أعطيت لها خطأ فهل أخطأوا الذين أعطوها هذه النتيجة ؟ عند الله لم يخطؤوا ، الخطأ الله عز وجل يوظفه لصالح الإنسان ، أعرف امرأة سمعت قصتها أنها ذهبت إلى بلد عربي للتدريس في مدرسة بعيدة عن المدن كلفتها المديرة أن تدرس تربية دينية و هي اختصاصها رياضيات و للصف العاشر ، قالت لها : أنا لا أحسن هذه المادة أنا اختصاصي رياضيات ، إن لم تقبلِ لا مكان لك عندي ، فاضطرت أن تدرس التربية الدينية ، تقول : فتحت أول درس آيات الحجاب ، هي غير محجبة في بلدها فأصبحت تبكي ، أي شدة تأثرها بهذه الآيات قال لتلاميذاتها : اعذروني هذا الدرس اقرؤوا ما شئتم أنا أبدأ التدريس في الأسبوع القادم ، و انعقدت توبتها في هذا الدرس ، معنى ذلك أن المديرة التي ألزمتها أن تدرس تربية دينية عند الله لم تكن مخطئة ، الله يوظف الخطأ لصالح الإنسان ، ثم في ليلة ذكرت الله فيها فعلمت أن السبب هو نقضي للعهد مع الله ، سبب هذا المرض الذي أعيا الأطباء في بلدها وفي بلد غربي و لم ينجح دواء في معالجتها لأن الإنسان أحياناً حينما تأتيه مصيبة يلجأ إلى أبواب في الأرض ، فربنا عز وجل لحكمة بالغة يغلق كل هذه الأبواب ، لم يعد هناك باب إلا باب السماء ، أو لم يبق من باب إلا الباب المفتوح نحو السماء .
فعلمت أن السبب هو نقضي العهد مع الله ، لقد كنت أخاف أن أبدو غير جميلة إذا تحجبت فكان الله عز وجل قد أرسل لي هذه الرسالة ، هذه البثور رسالة يا إخوان ، رسالة من الله ، كأنها شعرت أن الله بهذه الرسالة يقول لها : كيف ترين نفسك الآن ؟ أنت نقضت عهدك من أجل أن يبدو جمالها ، و قد كرهت أنت قبل غيرك النظر إلى وجهك في المرآة لشدة ما به ، أليس الجمال هبــة من الله عز وجل ؟ أليس الذي خلق الجمال و وهب الجمال بقادر على أن يزيله بلمحة عين ؟ ثم هداني الله إلى التداوي بدواء من عنده ، الله عز وجل رب الداء و رب الدواء:
((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ))[ سورة الشعراء : الآية 80]
كانت توبتها النصوح و عزمها على الحجاب هو الدواء الشافي ، هي تقول : تداويت بالقرآن ، و بدأت تصلي و تذكر الله عز وجل و تقسم بالله أن دعاءها يخرج من كل خلية من جسمها تقول :
اللهم اشفِ أنت الشافي المعافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً .
تقول :
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة .
قالت :
و الله بعد ثلاثة أيام فقط من بدء توبتي و قراءة القرآن انطفأت النار التي كانت تأكل وجهي، و هدأت براكين القيح و الصديد و الدمامل ، و بدأت الحبوب و البثور بالجفاف ، و ذهبت الآلام و الحمد لله و لله المنة و الفضل .
الأبواب الأرضية كلها أغلقت ، مفتوح لها باب السماء ، فلما توجهت إلى الله و تابت إليه وعاهدته على الحجاب و ذكرت الله ذكراً كثيراً منّ الله عليها بالشفاء التام ، قالت : و هنا قررت أن أتحجب و أن أستقيل من عملي ، فتاة تظهر مفاتنها بين الرجال كل يوم هذه فتاة تقع في معصية الله عز وجل ، قال : و بعد توبتها إلى الله و حجابها و شفائها اتخذت قراراً بالاستقالة من عملها ، و في تلك الأشهر شاء الله عز وجل أن يمرض أبي و ذهبت معه والأهل إلى الخارج للعلاج و هناك تحجبت و كان حجابي في أول الأمر حجاباً عادياً ، أي أنني لبست الحجاب على رأسي مع ثياب عادية ، و حمدت الله على هذا كثيراً و لكن بعد فترة وجيزة هناك زاد المرض على أبي و أدركنا أنه كان يعاني من مرض خبيث ، و رأيت أبي أمام عيني يتحول من شخص مهيب كبير إلى هيكل عظمي ضعيف و صوته المجلجل الذي كان يملأ أركان البيت لم يكن يستطيع حتى أن يظهره ، فكان لا يتكلم إلا همساً و بشق الأنفس، رأيت الإنسان حينما تسلب منه إرادته و قدرته رويداً رويداً كيف يكون ، فاتضح لي الطريق وتحولت حياتي منذ تلك اللحظة و قـررت أن أستعد لهذا المصير ، أليس هذا هو ما نسير إليه مسرعين ؟ لقد قررت أن أكون أول الباكين و أكثر المشفقين على نفسي قبل أبي بأن أعمل لها و أمهد لها فلن ينفعني جمال و لا مال و لا قوة ما لم تكن هناك صلة بالله عز وجل أتكئ عليها عند المصائب و الشدائد .
و توفي أبي رحمه الله و عدت بعد وفاة أبي إلى بلدي و قد ارتديت الحجاب الكامل والعباءة و ارتديتها عن يقين و عن ثقة و عن صلابة لا تأبه بالسخفاء الذين لازالوا يحسبون للدنيا ألف حساب ، و ما حسبت لهم الدنيا و لا الآخرة حساباً ، إنني الآن أنظر في المرآة إلى وجهي وبه بقايا من بثور هي الآن عزيزة على نفسي حبيبة إلي و إلى قلبي فقد كانت رسالة من الله عز وجل لي ، و هي سبب هدايتي و توبتي ، لذلك:
((وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ))[ سورة البقرة : الآية 216]
تقول صاحبة هذه الرسالة :
فمن يدري لو لم تكن هذه البثور في وجهي لربما لم تتغير حياتي و لما شعرت أنني أسير في طريق خطأ هذه تربية الله للإنسان ، هذا تأديب الله للإنسان ، هذا معنى أن الله رب العالمين .
أخبركم بأنني بعد حجابي بسنة قد منّ الله عليّ بالزواج ، الآن اصطلحت مع الله و شفيت من مرضها و تحجبت حجاباً كاملاً ، الآن منقبة هي ، معنى منقبة أنها تستر وجهها ، قال : منّ الله عليّ بالزواج ثم بالأولاد و تلك نعمة من الله فليس الأمر بالجمال و الملاحة إنما الأمر بالعمل بما يرضي الله و بالبركة التي هي من عند الله ، فهو الرازق و هو المانح ، كما أنني بعد فترة من الوقت و بعد ازدياد حضوري للدروس الدينية قد منّ الله عليّ بالنقاب ، النقاب : ستر الوجه و أنا الآن امرأة سعيدة بمعية الله ، فهي أكبر نعمة منحها الله لي و أرجو ألا تسلب مني و أن يمن الله بها على جميع المسلمين و المسلمات و القراء و القارئات و يحفظ ديننا ويختم به صالح عملنا و يتوفانا و هو راض عنا إنه كريم رحيم ، آمين .
هذه قصة عثرت عليها في موقع معلوماتي ، رأيتها نموذجية في أنها تمثل أكبر شريحة في المجتمع ، نحن دعونا من الملحدين ، دعونا من الكفار ، دعونا من العصاة ، دعونا من الذين يرتكبون الكبائر ، و دعونا من المتفوقين في الدين ، هؤلاء وصلوا إلى ما وصلوا ، لكن نحن مع من؟ مع شريحة لا هي مستعدة أن تكون عدوة للدين و لا هي تطبق أحكام الدين ، هذه بين بين ، هذه المشكلة .
أب عنده ثلاثة أولاد ، ابن متفوق جداً هذا يكرمه ، و ابن معتوه هذا أيضاً يتركه لأنه معتوه ، أما الابن الثالث ذكي جداً لكنه مقصر جداً ، تنصب معالجة الأب على هذا الابن الثالث عنده إمكانيات لا يستغلها ، فلذلك ترتاح في الدنيا في حالتين: حينما يكون ميؤوساً منك أن تعرف الله :
((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ))[ سورة الأنعام : الآية 44]
و ترتاح أيضاً إذا كنت متفوقاً وفق منهج الله ، أما إذا كنت بين بين لا من هؤلاء و لا من هؤلاء ، لست بعيداً عن الدين كما أنك لست مطبقاً له عندئذ تأتي المعالجات ، فهذه فتاة نشأت في أسرة صالحة و لها أبوان صالحان لكنهما ليس كما ينبغي أن يكون الأبوان ، ارتكبت بعض المعاصي و الذنوب ، ذهبت إلى الحج ، عاهدت ربها على أن تتحجب بعد الحج لكن فوجئت أنها قبلت في العمل فنقضت عهدها مع الله و ألغت الحجاب و تجملت بأجمل الثياب ، و لفتت أنظار الموظفين و أصبحت قبلة أنظارهم ثم جاء العلاج الإلهي .
هي خافت أن تتحجب لئلا يذهب جمالها فحجب الله عنها الجمال لأن الذي يمنح الجمال يأخذه في أي وقت .
أيها الإخوة :
مرة سمعت قصة رويتها لأخ كريم اليوم ، إنسان أعرابي في شمال جدة لما توسعت جدة اقتربت من أرضه فوصل إلى جدة ليبيع أرضه و قد ارتفع سعرها ، يوجد مكتب عقاري اشتراها منها بربع قيمتها ، احتال عليه و أخذها منه حيلة ، أنشئت عمارة ضخمة في جدة من اثني عشر طابقاً ، هؤلاء الذين اشتروا هذه الأرض أنشؤوا هذه العمارة ، هم شركاء ثلاث ، الشريك الأول وقع من أعلى سطح البناء فنزل ميتاً ، و الشريك الثاني مات بحادث سير ، انتبه الثالث فبحث عن صاحب الأرض ستة أشهر حتى عثر عليه و نقده ثلاثة أضعاف حصته ، فقال له البدوي : أنت لحقت نفسك ، فنحن يجب أن ننتبه لأنفسنا ، إذا شخص له تقصيرات ، له مخالفات ، عليه أن يصطلح مع الله و عليه أن يتوب إليه كما هذه الفتاة لما اصطلحت مع الله جاء من يتزوجها و هو زوج صالح و أنجبت أولاداً و أصبحت في أحلى حالة مع الله عز وجل، أما حينما كانت شاردة ، حينما أرادت أن تلفت نظر الموظفين ، حينما ارتدت أجمل الثياب و أبرزت مفاتنها للأجانب عاقبها الله عز وجل بأثمن ما تملكه الفتاة جمالها ، هذه قصة متكررة .
إخوانا الكرام :
لابد من تعقيب من كتاب الله ، في سورة القلم قصة أصحاب الجنة ، أصحاب البساتين إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين و لا يستثنون ، أي أرادوا أن يمنعوا حق الفقير ، أخذوا قراراً :
((فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ))[ سورة القلم : الآية 19]
أي قد يكون أصابها صقيع فأصبحت كالصريم كأنه مقطوعة :
((فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ *أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ*فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ *أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ*وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ))[ سورة القلم ]
ليست هذه بساتيننا :
((فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ))[ سورة القلم : الآية 26]
ثم تيقنوا أنها هي هي :
((بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ*قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ*قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ))[ سورة القلم ]
هذه القصة كلها بكلمتين ، قال الله :
((كَذَلِكَ الْعَذَابُ )) [ سورة القلم : الآية 33]
أي عذاب أسوقه لعبادي من هذا القبيل ، عذاب تأديبي ، أي عذاب أسوقه لعبادي في الدنيا من هذا النوع ، اتخذوا قراراً أن يحرموا الفقير فجاءها صقيع أتلف كل المحاصيل :
((فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ *بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ*قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ))[ سورة القلم ]
لو سبحتم ربكم لما وقعتم في هذه المعصية ، معصية البخل و حرمان حق الفقير :
((قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ *فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ *قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ*عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ *كَذَلِكَ الْعَذَابُ ))[ سورة القلم ]
كل أنواع البلاء و أنواع الشقاء و أنواع المرض و أنواع الفقر و القهر إنما هي تأديب إلهي، و من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر ، أسأل الله لي و لكم التوبة النصوح و العمل الصالح و الاستقامة التي ترضي الله .
مرة قال لي شخص كلمة أراد أن يداعبني بها ، قال لي : أنت أصبحت بالدرس ست و عشرون سنة ، قلت له : نعم ، قال لي : هذه الدعوة ما ملخصها ؟ قلت له : كلمتين فقط ، قال لي : تفضل ، قلت له : إما أن تأتي راكضاً و إما أن يأتي بك هو راكضاً ، إما أن تأتيه بنفسك طائعاً مستسلماً صائماً مصلياً مقبلاً ذاكراً أو الله عنده أساليب يركضك ركضاً ، أعرف إنسانة لا أعرف حالها الآن ، طبعاً أخبار ، متفلتة جداً لا تعبأ لا بدين و لا بخلق ، جاءها مرض عضال ورم خبيث كانت تقول: لو أن الله شفاني لأفعل الأفاعيل ، الله يعلم كيف يداوي و دواؤه مر و بطشه شديد و يعرف المكان الصعب ، المكان الذي يهز أركانك يعرفه الله عز وجل فإن كنت معه كان الله معك :
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنـا فإنـــا منحنا بالرضا من أحبنا
و لـــذ بحمانا و احتمِ بجنابنا لنحميــك مما فيه أشرار خلقنا
و عن ذكرنا لا يشـغلنك شاغل و أخلص لنا تلقى المسرة و الهنا
و سلم لنا الأمر في كل ما يكـن فـما القرب و الإبعاد إلا بأمرنـا
فلو شاهدت عيناك من حسننــا الذي رأوه لما وليـت عنا لغيرنا
و لو سمعت أذناك حسن خطابنـا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنـا
و لو ذقت من طعم الـمحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــا
أي أجمل لحظات الحياة أن تعقد التوبة النصوحة مع الله ، أجمل لحظات الحياة أن تشعر أن الله يحبك ، و هو راض عنك ، و أن عملك وفق منهج الله ، و أن عملك ليس فيه عدوان و لا تجاوز و لا تقصير ، و أن هذه السعادة العظيمة و الموت سوف يأتي فجأة .
و الحمد لله رب العالمين