الحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله . وبعد :
فهذا حوار لي في أحد المنتديات مع واحد من الليبراليين , حول الفضيلة ومكارم الأخلاق في الليبرالية . أردت من خلاله أن اثبت أن الملحد أو اللاديني أو الليبرالي لا أخلاقي ... وقد نقلت الحوار كله إلا بعض الحشو ..
ملحوظة : مداخلاتي ملونة بالاخضر , ومداخلات الليبرالي ملونة بالأزرق .. أما ما كتب بالأسود فهو تعليقاتي على الحوار .
-افتتحت الموضوع بسؤل وجهته إلى الملاحدة واللادينيين والليبراليين على حد سواء :
الاخلاق والفضيلة أين مكانهما في الالحاد والليبرالية والعلمانية , ووفق أي مقياس نتعامل معها ؟ ..
وفي حال عدم وجودها ... ما هو الخير والشر عندكم ؟ .. وعلى أي أساس تدعون إلى مذاهبكم ولماذا ؟
-انتظرت يوما فلم أجد الأجابة فعدت و طرحت مجموعة جديدة من الأسئلة , لأوضح هدفي من السؤال أكثر:
هل يمكن اعتبار العالم اليوم قد وصل إلى أرقى شكل من أشكال الحضارة حتى اليوم ... بتقدمه المادي ؟
وهل يمكن للانسانية والمجتمع -في أرقى حالات التقدم المادي- أن تستغني عن التقدم الاخلاقي .. ؟
وهل المذاهب العلمانية اولليبرالية والالحاد قادرة على ان تقدم شيئا في مجال التقدم الاخلاقي وكيف ؟ ..
أم إن الاخلاق غير موجدة عندكم .؟.. وما الذي ستقدمه مذاهبكم لاسعاد البشر في حال كانت الاخلاقيات غير موجودة ؟ ...
وفي النهاية .. لماذا تقومون بالدعوة إلى مذاهبكم بكافة الطري وتحاربون الاسلام والديانات الاخرى بكافة الوسائل ! ..
طبعا من الصعب أن نجد أجوبة على هذه الأسئلة وخصوصا عند الملحد الذي يحصر تفكيره في الماديات !.
-هنا ظهر أحد الليبرايين -المسلمين- , ورد علي بسؤال :
أولاً اشرح لنا مفهوم الفضيلة الذي تقصده !
-فكان ردي هو الآتي :
انتظرت جوابا فوجدت سؤالا !!!
س: أين الفضيلة في الالحاد ؟
ج: أين الفضيلة عندك يا مسلم (اشرح) ؟ ..
أظن أنني من طرحت السؤال وسألت بوضوح : ووفق أي مقياس نتعامل معها ؟ .. يعني كيف تحدد الفضيلة في الالحاد !
يعني أنا من يسأل عن معنى الفضيلة في الالحاد , أما معنى الفضيلة في الاسلام -عندي- فهو واضح .. ويتجلى عن طريق مبداين هما العدل والاحسان. واحسبك تعلم هذا ! .
((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))
لن اقبل بتكرار الاسئلة قبل أن أرى اجابة .. فأنا من يطلب أن يشرح لي الملحد الفضيلة من وجهة نظره .
سؤالي هو: أين الفضيلة في مذاهبهم الفكرية , ووفق أي مقياس تحدد ... يعني باختصار سؤالي ما معنى الفضيلة في الالحاد والليبرالية والعلمانية ؟ ... هل هذا واضح ..
ملاحظة : أريد جوابا محددا على كل سؤال .ولن أرد على أي كلام خارج الموضوع في هذا الرابط .
- وهنا رد علي الليبرالي بكل سذاجة :
ج : الفضيلة في الليبرالية أن تستطيع التعبير عن رأيك دون وجل أو مساءلة !
هذه واحدة من فضائل الليبرالية ؛ ما رأيك ؟ -بعد أن أتاني الليبرالي بما كنت أريده . وهو أحد مبادئ الليبرالية وركائزها , توسعت في الرد عليه .. واستفدت خلال الرد من حوار كان قد دار قبل هذا بيننا وبين أحد الليبراليين في منتدى التوحيد ..
وعلى أي حال فكما ترى هنا أخي القارئ فهذا الليبرالي لم يأتي بما نستطيع أن نسميه فضيلة , فعن أي رأي يريد أن يعبر !. هل هذا الرأي حق أم باطل أسأسا .. يعني التعبير عن الرأي هو مثل الكأس فقد تملأ الكأس ماءا وقد تملأ الكأس خمرا !! .
بناء على هذا كان ردي كالتالي :
سأجيبك حسب كلامك بالضبط , الاجابة على شطرين :
الأول التعبير عن الرأي دون مساءلة قولا :
أنا أعبر عن رأيي في أي شخص أنه أحمق وغبي و مجنون و أسبه وأشتمه على راحتي .. وهذا سباب .
أعبر عن رايي وأزرع الفتن في المجتمع عن طريق البوح برأيي لشخص معين عن شخص آخر والقي العداوة بينهما . وهذه نميمة وغيبة .
أستطيع الاساءة إلى محارم الشخص كالزوجة والاخت والام واذكر عوراتهن كتعبير عن حرية الرأي أيضا .
إلخ . من التعبير عن الرأي قولا .
التعبير عن الرأي فعلا :
تستطيع الام المرضع (تعبيرا عن رأيها ) أن تترك ابنها يموت جوعا دون أن ترضعه .
يستطيع الابن أن ينتحر ( ويفجع قلب والديه ) .. تطبيقا للبيراليته ..
يستطيع الاب أن يقطع معولته عن أولاده الصغار جدا - وحتى وان لم يوجد من يعولهم - (حتى يموتوا جوعا وعطشا)
تستطيع الاخت أن تصنع ما تشاء مع من تشاء , اما مرأى والدها واخيها .كما تستطيع الزوجة ان تزني أمام زوجها مع غيره دون أن يستطيع منعها احتراما لرأيه - كما يستطيع هو ان يفعل ذلك أيضا دون رادع .
يستطيع الاخ والاخت الزنا في المتجع لليبرالي .
أستطيع أن أتجسس على غيري كحرية رأي .
إلخ.. من تطبيق حرية الرأي فعلا .
يعني أنا تطبيقا لهذا المبدا أستطيع أن أشتم أي ليبرالي دون اي رادع , فلماذا يتغنى الليبراليون دائما بالاخلاقيات . ويطالبوننا باحترام عقولهم .. وهذه أخلاقيتهم لا تمنع هذا .. فهل هذا من الحمق عندهم !
فاليبرالية في صورتها المثلى : تكرث التجسس و السب والزنا وزنا المحارم والانانية والنميمة والبغضاء والانتحار والفسوق والاجرام والتعري كمبادئ أخلاقية في المجتمع .
فهل هذه فضائل .. وهل هذا سترقى المجتمع الى السعادة ؟
إذا فاليبرالية دعوة إلى اللاخلاقيات .. فهل هناك عاقل يستجيب لدعوة تسمح لزوجته ان تزني امام عينه وهو يحترم رأيها الشخصي ! .
- بعد ردي هذا اتهمني الليبرالي بأني لا أفرق بين حرية التعبير والحرية السلوكية والسب والشتم . وتناسى أنني قلت : "سأجيبك حسب كلامك بالضبط " يعني بنيت ردي على كلامه !! .
ثم انتقل من ليحدد أكثر وقال :
هل ترى أن المنهج الليبرالي في حرية التعبير عن الفساد الإداري و الحكومي فضيلة أم لا ؟!
- لم يفهم الليبرالي أن حرية التعبير ليست فضيلة بذاتها ونسي أنني لم أطرح أي اتهام لاني احدد ما اقوله تبعا للاجوبة على أسئلتي .. فرددت عليه بالآتي
هل يوجد في كلامك اعلاه -أعني إجابته على سؤالي- ما يشير لأي ضوابط في حرية التعبير ! . وهل قلت أن حرية التعبير تكون فقط قولا ؟ .
وما المانع من أن يكون التعبير سلوكا ...
وما المانع من أن يفعل الليبرالي كل ما ذكرته في مداخلتي ضمن نظام الليبرالية ...
وتحت هذا الشعار الفضفاض الذي ذكرته أنت . وتابعت ردا على طرحه سؤاله للفساد الاداري :
قبل أن أحدد ما إذا كان فضيلة أم لا . ليتك تجيب عن سؤالي :
من الذي يحدد الفساد ومقداره وكيف يفعل ذلك ووفق أي ضوابط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل هذه الادارة فعلا فاسدة أم لا , وكيف نعرف ؟؟؟؟؟؟
وهنا كنت اهدف إلى أن أعرف المعيار الذي يضعه الليبرالي للفساد .. وهل هناك معيار أصلا في الليبرالية . لأن الليبرالية تستمد هذه المعايير من المجتمع والقيم السائدة !!!!
أما بالنسبة للتعبير عن رفض الفساد فهو طبعا فضيلة , ولكن أنا أريد المعيار الليبرالي الذي استنبط منه هو هذه القيمة !.