بسم الله الرحمن الرحيم
المستقبل للإسلام
قال الله عز وجل :﴿
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون﴾. صدق الله العظيم
تبشرنا هذه الآية الكريمة بأن المستقبل للإسلام بسيطرته وظهوره وحكمه على الأديان كلها ,وقد يظن البعض أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين والملوك الصالحين , وليس كذلك , فالذي تحقق إنما هو جزء من هذا الوعد الصادق , كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :"
لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى " . فقالت عائشة رضي الله عنها :يا رسول الله إن كنت لأظن حين انزل الله :﴿
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ﴾ أن ذلك تاما . قال :
انه سيكون من ذلك ما شاء الله". رواه مسلم .
وقد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ ظهور الإسلام ومدى انتشاره , بحيث لا يدع مجالا للشك في أن المستقبل للإسلام بإذن الله وتوفيقه . وها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث عسى أن تكون سببا لشحذ همم العاملين للإسلام وحجة على اليائسين المتواكلين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"
إن الله زوى (أي جمع وضم )لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وان أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها " .رواه مسلم
وكذلك قال صلى الله عليه وسلم :"
ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ,ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا ادخله الله هذا الدين , بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الإسلام وذلا يذل به الكفر" .رواه ابن حبان .
ومما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان وهذا ما يبشرنا به الحديث التالي :قال عبد الله بن عمرو بن العاص بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
مدينة هرقل تفتح أولا يعني قسطنطينية " . ورومية هي روما عاصمة ايطاليا اليوم.
وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتح , وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولا بد ولتعلمن نباه بعد حين .
ولا شك أيضا أن تحقيق الفتح الثاني بإذن الله يستدعي أن تقوم الخلافة الراشدة إلى الأمة الإسلامية وهذا يبشرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :"
تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون . ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها . ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون . ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها .ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ,ثم تكون خلافة على منهاج النبوة , ثم سكت ". رواه احمد .
هذا وان من المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين واستثمارهم الأرض استثمارا يساعدهم على تحقيق الغرض , وتنبئ عن أن لهم مستقبلا باهرا حتى من الناحية الاقتصادية والزراعية قوله صلى الله عليه وسلم :"
لا تقوم الساعة حتى تعود ارض العرب مروجا وانهارا " .رواه مسلم .
وقد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض جهات من جزيرة العرب بما أفاض الله عليها من خيرات وبركات وآلات تستنبط الماء الغزير من بطن الصحراء .
وهذا ومما يجب أن يعلم بهذه المناسبة أن قوله صلى الله عليه وسلم :"
لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم " . رواه البخاري .
فهذا الحديث ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها مثل أحاديث المهدي ونزول عيسى عليه السلام فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس عمومه بل هو على العام المخصوص , فلا يجوز إفهام الناس انه على عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن
﴿انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ﴾ صدق الله العظيم , اسال الله ان يجعلنا مؤمنين به حقا .
منقول